في أحد الأيام كنتُ خارجاً من البيت لأذهبَ إلى المدرسة.. فرأيتُ قطةً لطيفة أسفلَ الدرج، فابتسمتُ ومضيت.
وبعد أيام فوجئتُ بالقطة جريحةً مكسورةَ اليد.. فحزِنتُ عليها حزناً شديداً، وصرت أقدِّم لها الطعامَ والشراب؛ لعلها تشفى...
ومرَّ عليها ثلاثةُ أيام وهي على هذه الحال.. وفي اليوم الرابع وجدتُ القطة مستلقيةً مُنهكة تكاد تموت،لم تتناول شيئاً مما قدَّمتُه لها آخر مرَّة.. فصَعِدتُ إلى البيت قلقاً.. وصرتُ أطمئنُّ عليها كلَّ حين، وهي على حالها لا تتحرَّك..
وقبل أن أنامَ طلبتُ من أمي أن تسمحَ لي بالاطمئنان على القطة للمرَّة الأخيرة..
فنزلت إليها وأنا أدعو الله ألا تكونَ قد ماتت..
وفجأةً لم أجد القطة، ووجدتُ أنها قد أكلت ما كان أمامَها من طعام، وشربت الماء، فاستبشرتُ بأن حالها قد تحسن..
فحَمِدتُ الله، وعدتُ إلى بيتي مسروراً؛ لأن الله قد شفى لي قطتي اللطيفةَ،
ونمتُ مرتاحَ البال..
ولم أعد أراها من وقتها.