خلق الله تعالى الإنسان مكوناً من الجسد والنفس وزوده بأمور تعطي له معنى أن يكون إنساناً عظيما بدوره مكرما عن باقي الكائنات وهي القدرة على التفكير و الروح، حيث كانت الروح المسؤولة عن منح الإنسان القدرة على التساؤل والتعجب من كل الظواهر التي تجري له وتمر عليه، والتي سببت له نوعاً من المواجع المختلفة وحيرت له عقله وصدعت رأسه من كل ما يجري
العلم هو النور الذي ينير حياة الإنسان ويوجهه الوجهة الصحيحة، وهو سبيل الإنسان للوصول للخير والمجد والعلو، وللعلم أهمية كبيرة فقد وصانا به الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم، ووردت العديد من الأدلة الشرعية التي توصي بالعلم، وتتجلى في قوله تعالى:" وقل ربي زدني علماً"، وتظهر أهمية العلم في طلب الرسول صلى الله عليه وسلم من قريش تعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة مقابل الإفراج عن الأسرى المحتجزين لدى المسلمين، وهذا الموقف يدل على أهمية العلم عن غيره من الأمور كالمال، فبالعلم تستطيع أي أمة من أن تواجه التحديات والصعوبات التي تمر بها، من خلال تحقيق التقدم والازدهار في المجالات المختلفة.
ويعرف العلم، انه وسيلة التطور والتقدم، وأساس رقيّ ونمو المجتمعات والناس، وبه تتحرّر العقول من جهلها، وتصبح الحياة أكثر سهولةً، فالعلم أنجز الكثير من المخترعات التي سهّلت حياة البشرية، كما جعل العلم من العالم قريةً صغيرةً، بفضل الاختراعات الكثيرة، من وسائط النقل الحديثة، ووسائل الاتصالات، كالهواتف
لا تَقتصر أهمّيّة العلم على إفادة البشريّة والحيوانات والنباتات فقط، لكنّه أيضاً عبادة يُجزى صاحبُها الحسناتِ الكثيرةَ من الله سبحانه وتعالى، فالكثير من الآيات الكريمة في القرآن الكريم تحثّ على طلب العلم؛ حَيث إنّ الله سبحانه وتعالى أعلى من شأن العلماء، وجعل مكانتهم مرتفعة؛ لأنّهم يُنقذون الناس من الجهل والتخلّف، يقول الله تعالى في محكم التّنزيل: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ) [الزُّمر:9]، وبالإضافة إلى القرآن الكريم فقد ورد عن الرّسول عليه الصّلاة والسلّام العَديد من الأحاديث النبوية الشريفة في السنّة النبويّة المطهّرة، والتي تحثّ على طلب العلم، حيث قال الرّسول عليه السّلام عن العلماء بأنّهم ورثة الأنبياء. و قال ايضا (اطلبوا العلم ولو كان في الصين)
اما على صعيد الادب و الثقافة فقد كان للعلم دورٌ فاعلٌ في تطور القصائد والروايات والقصص، وجعلها في قمة الروعة والإتقان، وتم حفظ سيرة آلاف الشعراء والأدباء، وتدارس أسلوبهم لتتعلم منهم الاجيال لان دراسة الادب جزء لايتجزا من العلم الذي تتطور فيه الثقافة و يساهم في رقي الشعوب طلب العلم من الأشياء التي حثّت عليها جميع الأديان والشرائع، وخصوصاً الإسلام، فقد وردت الكثير من الآيات الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة، التي تحث على طلب العلم، وتشجع عليه، وتعلي من شأنه وشأن العلماء؛ لأنّ العالم هو أكثر الناس خشيةً لله تعالى، لأنه يتدبر ويبحث في عظائم خلقه ولنتذكر، إذا حصل الإنسان على العلم فإنه حتماً سيصبح إنساناً ذا روح عظيمة.