تغطّي المياه مساحةً كبيرة من سطح الأرض، وتشكّل البحار والمحيطات والخلجان وسيلةً كبيرة من وسائل النقل التي يستعملها الإنسان لينتقل من مكانٍ لآخر وذلك من خلال إبحاره على السفن أو القوارب، صغيرةً كانت أم كبيرة.
والناظر لمياه البحار والمحيطات أمامه يلاحظ تغيّر لونها على مدار السنة، وربّما أكثر من مرة في اليوم نفسه. فهل سألت نفسك يومًا ما سبب تغيّر لون مياه البحر بهذا الشكل؟
يسود الاعتقاد لدى الكثير من الناس أنّ زرقة البحر مردُّها فقط إلى انعكاس لون السماء فوق سطح الماء، لكنّ البحر يظل أزرقَ اللون في أعماقه إلى مسافةٍ معيّنة رغمَ عدم وجود سماءٍ تعلوه، هذا ما يراه مستكشفو أعماق البحار، فكل سبَّاحٍ أو غوّاصٍ يجدُ نفسه في وسَطٍ أزرق رغم أنه أثناء غطسه لا يكون قادرًا على رؤية السماء ولونها.
فما هوَ السبب وراء لون البحر؟
تكمن الإجابة في انعكاس وانكسار ضوء شمس أثناء عبوره الغلافَ الجويّ للأرض.
تصدر أشعة الشمس ضوءًا أبيضَ يحوي ألوانَ الطيف السبعة والتي تنتج بسبب اختلاف الأطوال الموجية للأشعة المكوّنة للضوء، وهذه الألوان هي ( الأحمر، البرتقالي، الأصفر، الأخضر، الأزرق، البنفسجي) كما تبدو في قوس قزح.
وعند اصطدام تلك الأشعة بالغلاف الجوّي بما يحويه من هواء وغبار وغيره، تحدث لها عملية انكسار بدرجة معينة اعتمادًا على كمية ما يواجهه من جزيئات.
وبما أنّ اللون الأزرق هو صاحب أقصر طول موجيّ من بين الألوان الآخرى، فيكون مصيره التشتّت والتبعثر أكثر من غيره من الألوان أثناء عبوره الغلافَ الجويّ، وبذلك يمكنه الانتشار في كلّ مكانٍ من الأرض، مُعطيًا السماء والبحر لونهما الأزرق.
أي أنَّ السماءَ، ولو أنّها تعكس جزءًا بسيطًا من لونها على صفحةِ مياه البحار والمحيطات، إلّا أنّها ليست السبب الرئيسيّ الوحيد وراءَ لون البحار.
لماذا تظهر بعض البحار والمحيطات بألوان مختلفة غيرَ الأزرق؟
يعود ذلك إلى وجود بعض الطحالب والنباتات البحريّة، أو بعض الأحماض والأتربة والرواسب والمواد العضويّة داخل مياه البحر، فتشكّل كلّ تلك المواد عاملًا يعمل على تغيير اللون الأزرق للمياه، فتظهر في بعض الأحيان بلونٍ أخضر، أو بنيّ، أو أزرقَ فيروزيّ، بدرجاتٍ مختلفة.
ماذا عن لون السماء والبحر وقت الغروب؟ لماذا اللون الأحمر أو البرتقاليّ؟
نعودُ إلى الأطوال الموجية وانكسارها، فحينما تغرب الشمس، تزداد المسافة بينها وبين الأرض وغلافها الجويّ، وبالتالي يصعبُ وصول اللون الأزرق ذي الطول الموجيّ القصير، ويصبح اللونان الأحمر والبرتقاليّ -الأطول بين الألوان السبعة-، يصبحان اللونين الوحيدين القادرين على اختراق الغلاف الجويّ، فتنصبغ السماء والبحر بهما، ما يُضفي لونًا ساحرًا جذّابًا.
